لا أعتقد أنَّني حيِّ .. لماذا؟ دعوني أصِفُ لكم وضعي الآن، جالسٌ في مكتب على كُرسيِّي المريح، أستَمع لدورةٍ تعليميَّة من شأنها تطويري في العمل، والصوتُ في الخلفيَّة لزميلي المصريِّ الذي يكبُرني بعامين في الجهة الأخرى من الغرفة يتكلَّم ويضحك مع خطيبته التي سيتزوَّج منها بعد رمضان. أكتُب هذا النصَّ على اللابتوب بعدَ أن أفهمتَه أنني أُسجِّل الملاحظات من الدورة.
تعرفون تلكَ الأسئلةُ الغريبة التي يسألها طفل صغير يتعرَّف على العالم لتوِّه، أسئلة الـ لماذات واللَوَّات. «لماذا تضيءُ النجومُ في السَماء؟ ولماذا الاثنين قبلَ الثُلاثاء؟ لماذا نحن هنا؟» حسنٌ .. مازِلتُ هنا، طفلاً في عمر الربع قرن يسأل تلك الأسئلة. اتأمَّل القَمر كعادَتي شارِداً في أضواء الطريق التي تتجاوزني ويدي فوق المقوَد، وعزفٌ خفيفٌ على العود ينبعثٌ من سمَّاعات السيارة.
ربما تكون المصافحة فعلاً روتينياً عديم القيمة للبشر، فعلاً إعتيادياً يفعله البشر لرفع العتب فقط، لكن بالنسبة لشخص يستطيع استنتاج العديد من السمات الشخصية وزيادة مهارات التفاوض والإقناع عبر المصافحة فقط لن يكون هذا الفعل روتينياً. وهكذا جائت الكورونا لتمنع البشر التقارب والوكز والحضن والمصافحة وأيُّ فعل يتضمن التقارب الاجتماعي الجسدي، وأنا قد أخذت احتياطاتي بالكامل، ولم أصافح أحداً منذ
بعد الإعلان اليوم أن عجوزنا المحبوب رفعت اسماعيل سوف يظهر قريباً على الشاشة -وأخيراً، تحمّست للفكرة جداً، خاصة تلك الصورة التي أظهَرت أحمد أمين بهيئة العجوز الساخر نصف الحليق ومع قرائتي لتعليقات المُحبّين، نحن الجيل الذي جعَله الدكتور أحمد خالد توفيق يقرأ، كانت الصورة مُذهِلة بحقّ، وهي ذات الصورة التي رسمتها في مخيّلتي عنه، أتمنّى أن لا يخذلنا أحمد أمين!
لأن كل مشروع عظيم يبدأ برسالة، أرسلها الآن، وسأقوم بالرد عليك بأسرع وقت.