لا أعتقد أنَّني حيِّ .. لماذا؟ دعوني أصِفُ لكم وضعي الآن، جالسٌ في مكتب على كُرسيِّي المريح، أستَمع لدورةٍ تعليميَّة من شأنها تطويري في العمل، والصوتُ في الخلفيَّة لزميلي المصريِّ الذي يكبُرني بعامين في الجهة الأخرى من الغرفة يتكلَّم ويضحك مع خطيبته التي سيتزوَّج منها بعد رمضان. أكتُب هذا النصَّ على اللابتوب بعدَ أن أفهمتَه أنني أُسجِّل الملاحظات من الدورة.
لو أنَّ الحياة كانت كطريقِ السَّفر هذا، فإن المحطات التي تتوقَّف عندها للاستراحة من وعثاءه ولتعبئة الوقود والإستزاد بالطعام ما هيَ سوى الأشخاص والتجارُب التي تمرُّ بها خلال حياتك. هناكَ تجارُب ستزوِّدك بالقوَّة، واستراحاتٌ تهرب منها لسوء الخدمات فيها، هناك أشخاصٌ سيملئون لكَ الخزَّان، أشخاصٌ ستلتقي بهم يعبِّئون قلبَك بالحُب، وآخرون يسافرون معك إلى المحطَّة التالية ويتوقفون، وآخرونَ تعطَّلت بهم
دائماً ما يربِط عقلي الناس بالأغاني. كُل أغنيةٍ مرتَبطة بشخصٍ ما أو موقفٍ ما، وهناك أشخاصٌ ربما أربطهم بأغنيتين أو ثلاث أو عشرة. خُذ عندك مثلاً أغنية محمد عبده “بس لحظة” التي أربِطها تلقائياً مع صديقٍ لي، سمعتُها معه أوَّل مرَّةٍ وبكى حينها على فِراق ابنَة خالته التي يُحبُّها. وأغنية أخرى لمحمد عبده “يا راحلة” المربوطَة مع فتاةٍ في الماضي
كيفَ اختزل الدمشقيّون في لهجتهم المحكيّة وجَع القلب الشديد بكلمةٍ من ثلاث حروف “غاب” .. والغياب هنا يُلازم القلب دائماً .. “غاب قلبه ، غاب قلبُها ، غاب قلبي” .. يغيب القلب عندما تتأجّج الروح ، عندما يكون قلباً نائماً يضخّ الدم فقط يحتاج آلاف السنين ليصحو من جديد .. يغيب القلب عندما تُكسَر الروح ، وليس من السهل إعادة
بعكس ما يُظَن، فإن الكتابة بالنسبة لي فعل شاقّ مُرهِق، خاصّة وأن عقلي منطقيّ. أصحاب العقول المنطقيّة أولئك الذين يتعاملون ببراعة مع الأرقام والحسابات والنظريّات العلمية المُجرّدة والبرمَجة الكائنية والمنطِق، لا يفلحون بالتفكير الإبداعيّ والإتيان بأفكار جديدة، بل على العكس يقومون بهدم ونقد الأفكار الجديدة منها والقديم قبل قبولها أو رفضها. هؤلاء بالتأكيد مكانهم ليس في الكتابة الأدبية الإبداعية أو
لقد رأيت طيفاً في منزلي ، واثقٌ من هذا .. كانت تجذِبُني في الماضي قصص الأشباح والأطياف والأرواح التائهة أو حتى تلك الشياطين العاشقة التي تتلبّس الإنسان ، لكنّي لم أؤمِن بها يوماً ، أنا رجلٌ عقلانيّ ، والشيء الوحيد الذي أؤمن به هو المنطِق ، ولا مُنطِقَ في كُلّ هذا .. لكن حدثَ شيءٌ ما غيّر رأيي بالكامل ..
لأن كل مشروع عظيم يبدأ برسالة، أرسلها الآن، وسأقوم بالرد عليك بأسرع وقت.