
الضوء البارد
في المستشفى، أصوات الطنين المزعج تبدو كأنها نحيبٌ لجدارٍ أصمّ، رنينٌ يطعن الهدوء بحدّة، ينبض كأنّه ساعةٌ تحسب أنفاس من يترنّح بين الحياة والموت. كل نبضة تُدوي في الأرجاء كصرخةٍ مكتومة، تنذر بأنّ الوقت ينزلق من بين الأصابع. في المستشفى، ممرضاتٌ بوجوهٍ متجمّدة، فقدن الرحمة وسط جداول العمل المكتظة ومطاردة الساعات الطويلة. خطواتهنَّ سريعة، أصواتهنَّ قصيرة، وكأنهنَّ يخشين أن يتوقف