طبق شاورما

في حُبّ الشاورما

معلمين الشاورما والناس اللي بتعشق الشاورما بيعرفوا تماماً كيف بتصير .. صدور دجاج منزوعة العظام مُكدّسة ومرصوصة فوق بعضها على شكل مخروطي .. هاي الفكرة العامة ..

الشاورما تقرببا أكثر أكلة مُقرّبة لسُكان الشرق الأوسط .. خاصة وقت تجي من ايد معلم شامي أو تركي قضى كل حياته ورا السيخ .. الشاورما لذيذة لدرجة العشق والجنون فيها .. وأنا شخصياً مو بعيد عن هذا الأمر فلو كانت الشاورما امرأة لتزوجتُها !

سيخ الشاورما اللي يُسعد الجميع بيحتاج وقفات تأمّلية حقيقية فيه:

أولاً: تضحية الدجاج من أجل إسعاد بني الإنسان ، يعني حط حالك محل الدجاجة المسكينة ، فوق ما انها انذبحت ، رح تنشوى مشان ياكلها بني آدم ويستمتع فيها .. بصراحة تضحية الدجاج هي شي تُحترم عليه هذه الكائنة العظيمة ..

* لحظة صمت على أرواح الدجاج ، وأرواح الدجاج اللي تحول لشاورما بشكل خاص ..

ثانياً: كثير من البشر منقدر نعتبر حياتهم مشابهة لحياة سيخ الشاورما .. خاصة هدول البشر اللي عايشين لغيرهم ، اللي عايشين على إرضاء الناس وإظهار ابتسامتهم رغم المآسي والأحزان اللي تَعصِف بهم وبقلوبهم .. سيخ الشاورما منشوف الجانب الطري منه ، بينما مننسى -أو منتناسى- أنه الجانب الآخر عم ينشوى على نار مُلهِبة ، والجانب الطري عم يُقطَع منه أجزاء ، وبنفس الوقت السيخ كلو محطوط على خازوق كبير يمسكه ..

وهكذا يا سادة حياتنا مشابهة جداً لهذا السيخ .. أغلب البشر يُظهرون الابتسامة والجمالية في حياتهم ، ويدّعون أمام الجميع أنهم سعداء ، بينما في الحقيقة يكون الجانب الآخر منهم عم يحترق ، وكل حدث مأساوي مُعيّن ، وكل ما يمر الزمن عم يُقتطع من عمر الواحد حتى ينتهي بالكامل .. وبنفس الوقت احنا قاعدين على خازوق كبير اسمه الحياة ..

أخيراً: بكل صراحة وبكل شفافية ، أعتقد أن شاورما الدجاج من تحت إيد معلّم شامي هي الحل لجميع مشاكل الشرق الأوسط .. الشاورما بتقدر تحل جميع الأزمات بالحياة .. رائحتها لوحدها بتجلب السعاة الخالصة النقيّة ، ويا سلام ع المنظر المُذهل وقت تشوف الدجاج عم تتقطّع وتنزل برغيف الخبر الصاج/المشروح .. ولّا منظر السيخ العرقان اللي طالع منّه الدهنة ، وبعد ما يخلّص المعلم بِسئسئ السندويشة بالدهنة وبسخّنها .. لكن الأعظم من هاد كلّو ، هو وقت تمسك السندويشة بين ايديك وتبدأ تلتهمها ، وتوصل لآخر لقمة .. آخر لقمة اللي فيها كل الخير والبركة والجمال والطعم والرائحة الرائعة .. هون الشاورما بتعطينا درس جميل: ليستْ كل النهايات مؤلمة والشاورما أكبر مثال !

سبحان الله فيه سحر خاص بآخر لقمة ! آخر لقمة بتكون قادرة على تفجير معدّلات ضخمة من الناقلات الكيميائئية الخاصّة بالسعادة والابتهاج ، وبتخلّيك توصل بشكل لا إرادي لحالة النشوة ، تأثيرها يعادل تأثير نشوة الكوكايين .. ويا سلام لو كان جمب هالشاورما يالانجي/ورق عنب/دوالي تخيّل عزيزي القارئ شو ممكن يصير بالعالم ! سعادة غير مشروطة ، وإحساس عميق بالرضا ، وبكاء حقيقي من فرط اللذة !

image

في الحقيقة ، ما عندي وصف لجمال الشاورما إلا مثل تعبير سعيد صالح بمدرسة المشاغبين: يووووووه يا دين النبي ، ايه الحلاوة دي !!!

لذلك ، ومن هذا المنبر المتواضع ، بطالب معلمين الشاورما يهتمّوا بكروش قادة الشرق الأوسط أكثر ! بركي بيقدروا من خلالهم يوصلوا لمرحلة السلام والتعايُش داخل هي المنطقة البرازية من العالم ..

تحيا الشاورما باعثة السلام ، ولا عزاء للنباتيين !

اشتراك
إشعار إلى
guest
0 Comments
الأقدم
الأحدث الأعلى تصويتاً
تعليقات مضمنة
رؤية جميع التعليقات

تواصل معي

لأن كل مشروع عظيم يبدأ برسالة، أرسلها الآن، وسأقوم بالرد عليك بأسرع وقت.