ساعة

الساعاتيّ

يُمسِك الساعاتيّ العجوز المُكبّر بيده اليسرى ، وفي اليُمنى يحمِل مفكّاً بالِغَ الصِغَر .. هو يُحب الجلوس بين تروس الساعات والعمل بها ، وقد أفنَى حياتَه في تلكَ المِهنَة .. انحنى ظهرُه وضَعُفَ بصرُه ، إن عمله دقيقٌ للغاية .. والآن كاد أن ينتهي من عمَلِه الأخير ..

يربِط التِرسَ الأخير في ساعتِه الأخيرة .. وما أن انتهى حتّى بدأت بالتحرّك ولكن عكسَ عقارب الساعة .. انفجرت ابتسامةٌ على وجهه ، صارَ يُحرّك يديه أسرَع ، واستقام ظهره ، وعاد لون شعرِه الرماديّ للأسود ، واختفت تجاعيدُ وجهه ..

أخذَ يتحرّك للوراء ويضحك بقوّة .. أتت زوجته للغرفة ودموعها تتدفّق على وجهها .. استمرّ في الضَحِك: “لقد صنعتُ الأبديّة!” ..

 

اشتراك
إشعار إلى
guest
0 Comments
الأقدم
الأحدث الأعلى تصويتاً
تعليقات مضمنة
رؤية جميع التعليقات

تواصل معي

لأن كل مشروع عظيم يبدأ برسالة، أرسلها الآن، وسأقوم بالرد عليك بأسرع وقت.