Oslo Aug 31

أمنيات آندرتش

أريد أن أتزوج، أن أنجب أطفالاً، أن أجوب العالم، وأشتري منزلاً، أن أحظى بعطلات رومانسية وطوال يوم كامل لا آكل شيئاً إلا الآيس كريم .. أريد أن أعيش بالخارج وأحافظ على وزني المثالي، أكتب رواية عظيمة، وأظل على علاقة بأصدقائي القدامى.

أريد أن أزرع شجرة، أُعدّ عشاءً لذيذاً غير مسبوق، أشعر بالنجاح الكامل، أحظى بحمّام ثلج، أعوم مع الدلافين، وأعد عيد ميلاد يليق بي، أعيش حتى أبلغ المائة، وأظل متزوّجة حتى أموت. أبعث رسالة مثيرة في زجاجة وأتلقى رداًّ مثيراً، أتغلب على كل مخاوفي، أستلقي لمراقبة السحب طوال اليوم، أمتلك منزلاً قديماً مليئاً بالتحف الرخيصة وأجري في ماراثون كامل.

أريد أن أقرأ كتاباً عظيماً جداًّ، وأظل أستذكر اقتباسات منه طوال حياتي، أرسم لوحات رائعة تعبر تماماً عما أشعر به. أغطي حائطاً كاملاً برسوم وكلمات قريبة إلى قلبي، أمتلك كل حلقات مواسم البرامج المفضلة عندي، أجذب الانتباه لقضية مهمة وأجعل الناس يصغون إلي. أريد أن أقفز بالمظلة، أسبح عاريةً، وأقود هليكوبتر، أحظى بوظيفة جيدة وأتحمس لأدائها كل يوم.

أريد عرض زواج رومانسي وفريد، أريد النوم تحت السماء المفتوحة، أريد أن أتنزه فوق جبل بيسيجين، وأمثل في فيلم أو مسرحية في المسرح القومي، أربح ثروة في اليانصيب، أصنع أشياء يومية مفيدة، وأكون محبوبةً دوماً.

– Oslo, August 31st

Oslo Aug 31

أعتقد لو أنهم جعلوا بطَل الفيلم آندرتش هو من كَتَب هذا المقال قبل 6 سنواتٍ قبل أن تتدهور حياتُه، لكان الأمر سيكون واقعيّاً أكثر، فيدخل للمقهى، وفي اللحظة التي يتذكّر فيها المقال ويسمعه من فتاةً تقرأُه بحماس، يدرك أنه أصبح بعد ٦ سنوات منفصلٌ عن كل مُسبّبات الحياة، أصدقائه، عائلته، طموحاته، عشيقته. ثم استيقَظ فجأة في سنّ الـ٣٤ ليدرك أنه ما عاد يُريد شيئاً من الحياة، وينتحر.

اشتراك
إشعار إلى
guest


0 Comments
الأقدم
الأحدث الأعلى تصويتاً
تعليقات مضمنة
رؤية جميع التعليقات