حين أنهيت هذه الرواية قبل أيام، شعرت بشيء يشبه الخيانة. كنتُ أقول لنفسي طوال القراءة: “كان يجب أن أكتبها أنا!” .. نعم، لو كنت كاتباً، أو قررت كتابة روايتي الأولى بشكل جاد، لكنت سأكتبها تماماً بأسلوب رواية “لم يعد بشراً” مع تغيير بعض التفاصيل الغير مناسبة في القصة والاحتفاظ بالخطوط العريضة لمواضيع الرواية من حزنٍ ووصمة العار والشعور بالنقص لكنِّي سوف أؤلِّف قصَّة أخرى بناءً عليها .. وحينما أبحث عن عنوان لن أجد أفضل من هذا الاسم ليكون عنواناً لروايتي الأولى ..
الحقيقة أني قرأت الكثير جداً من الكتب والروايات والقصص القصيرة والطويلة لكتَّاب كبار وعظماء وكتَّاب مغمورين وصغار .. لكن هذه هي المرة الأولى التي أشعر بها بالغيرَة من أن أحدهم كونَه كتب رواية كهذه قبلي .. أن يسبقني أحدهم إلى سرد مالم أستطع كتابته، أن يلتقط هذا الخيط الرفيع من صدمات الطفولة ويسلِّط الضوء عليها ويناقشها بشكل غير مباشر ويحوّله إلى أدبٍ بديع.
لماذا كتبها هو؟! لماذا سبقني إلى شعورٍ لم أستطع التعبير عنه بشكلٍ مُحكَم طيلة حياتي؟ لماذا اختَصر سنوات الألم في 140 صفحة؟!
أشعر وكأنني ضيّعت فرصة أن أصرخ صرخة كاملة باسمي، فجاء هو صرخها قبلي باسمه!
لهذا السبب أشعر بالخيانة وأنني قد سُرِقت، ولهذا السبب أكتب هذا المقال .. لا لأمتدح رواية مغمورة (عربيَّاً) فحسب، بل لأعلن أن هذه الرواية يستحق أن تُقرأ، أن تترجم، أن تناقش، أن تفهم.
ثلاث صوَّر لرجلٍ يتلاشى ..
تبدأ الرواية براوٍ مجهول يتأمل ثلاث صور لرجل يُدعى أوبا يوزو، رجل يبدو غريبًا في كل صورة أكثر من التي قبلها، كأن شيئًا من “البشريَّة” يتسرب منه شيئًا فشيئًا. ثم يبدأ صوت يوزو نفسه .. يفتح دفاتره الثلاثة، ويحكي لنا قصته …
في دفتره الأول في طفولته، كان يوزو يرى العالم كلغز كبير لا يفهمه. لا يعرف كيف يتصرّف كما ينبغي، ويشعر دائماً أنَّه مختلفٌ عمَّن حولَه. يقرر منذ وقت مبكر أن يتقمَّص دور “البهلول”، فيُضحِك الناس كي لا يروا ما خلف ابتسامته المصطنعة. يتقن الدور، لكنه لا يشعر بالأمان.
في دفتره الثاني يحكي عن حياته الجامعية في طوكيو ودخوله لعالم العربدة خلال دراسته. أصدقاء السُكر، نساء عابرات عاهرات، حفلات، مع شعور بالعجز عن الاندماج .. كل شيء يتراكم داخله بهدوء، حتى يصل إلى اللحظة التي يلتقي بها بامرأة تدعى تسونيكو.
تسونيكو امرأةُ تعيسة، وهو أيضاً تعيس .. وفي لحظةِ تعاسةٍ مشتركة، يقرران معًا أن يغادرا الحياة، فيُلقيا بنفسيهما في البحر .. تموت تسونيكو. أما هو، فينجو.
“في عينيها لا تقرأ خوفاً ولا نفوراً، بل نوعاً من الحاجة إلى المساعدة والحب .. هذه المرأة تعيسة هي الأخرى بالتأكيد .. للتعساء حِسٌّ خاص في فهم تعاسة الآخرين..”
بعد نجاته، لا يعود كما كان. يوقَف تحت التحقيق، ثم يُسلَّم إلى وصيٍّ من العائلة، ويُفصَل من الجامعة ويقطع عنه أبوه المصروف ليعيش بلا هدف، بلا رغبة، بلا يقين. يحاول أن يبدأ من جديد. يعمل في الرسم، يقيم في منازل لا تشبهه، ويقيم علاقات هشَّة. يتنقل من امرأة إلى أخرى، من شقة إلى بار إلى عيادة إلى مقهى .. لكنه دائمًا يعود إلى الدائرة الأولى: الوحدة، والإدمان، واللاجدوى.
يتزوج من فتاة تدعى يوشيكو. للحظة قصيرة، يخال أن شيئًا من الحياة قد يعود إليه. يتوقف عن الشرب، يحاول أن يكون شخصًا صالحًا، يحلم بحياة طبيعية. لكن هذا النور يخبو بسرعة. الماضي يلاحقه، والضعف ينهشه، والخوف يسكنه. وحين ينهار هذا السلام المصطنع الذي بناه، ينهار كل شيء مرة أخرى.
في لحظة يأس أخرى، يبتلع علبة حبوب منومة كاملة. لكنها لا تقتله. بعدها، يُرسَل إلى أحد المصحَّات النفسية. وهناك، في المستشفى يشعر أنه قد وصل إلى آخر نقطة في رحلته. لا يتحدث عن شفاء، ولا عن أمل، فقط عن شعور واحد متجذّر: لقد استُبعِدْتُ من كوني إنسانًا.
تنتهي دفاتره. لا نعرف ما حدث بعد ذلك، سوى أن الراوي الذي بدأ الرواية هو نفسه الذي يخبرنا أنه عثر على هذه الدفاتر بعد سنوات، ولم يشأ أن يُعدّل شيئًا فيها بل نقلها إلينا كما هي.
الراوي المُضلِّل
من اللحظة التي أغلَقت فيها الرواية، ومن أول تنهيدة لحِقَت السطر الأخير، عُدت لاستذكار جميع أحداث الرواية وألحَّ علي سؤال مهم: ما الأشياء التي كذَب فيها يوزو؟
تُروى الحكاية على ثلاثة دفاتر كتبها يوزو بنفسه، بمنظوره هو نحو الأحداث. ثلاث مراحل من حياته (طفولة، شباب، وانهيار) تروى من منظور واحد. وهذا ما يجعل الرواية ساحرة ومخيفة في آنٍ معًا: كل شيء نعرفه قد لا يكون حقيقيًا.
الحقيقة أنني لم أنتبِه أن يوزو راوٍ مضلِّل (راوٍ غير موثوق) إلَّا بعد انتهائي من الدفتر الثاني. حيث بدأت فجأة تتشكّل صورة واضحة ومقلقة عن سير الأحداث التي تمشي فيها الرواية، صورة غير تلك التي يُحاول هو رسمها. حينها أتتي أسئلة كثيرة .. فمثلاً،
- ماذا لو لم تكن تسونيكو هي من أرادت الانتحار؟ ماذا لو كان هو من قتلها بالفعل؟
- ماذا لو لم يكن الأب قاسيًا “بلا سبب”؟
- ماذا لو لم تكن النساء في حياته كلهن منجذبات له؟
- ماذا لو أن كل هذا مجرد رواية من رجل لا يريد مواجهة جراحه بصراحة؟
يوزو يخجل من أن يقول الحقيقة. يخجل من جسده. يخجل من ماضيه. ولذلك يبني سرديَّة خاصة به يكون فيها هو الضحية المهذبة، البريئة، العميقة، غير المفهومة. لكنَّك حين تعيد القراءة (وهذه رواية بالفعل يجب أن تُقرأ مرتين على الأقل) تبدأ بفكّ الخيوط الملفوفة حول الحقيقة. ستبدأ ترى كيف يحذف ما لا يناسبه، كيف يمرّ سريعًا على اللحظات المفصلية، كيف يبرّر، يُفسّر، يُلطِّف القسوة.، كيف يرسم النساء ككائنات تحبّه تلقائياً دون منطق، وكيف لا يتحدث أبدًا عن لحظة تحوّله الحقيقيَّة إلى وحش.
حتى علاقته بصديقه تاكيشي، الذي يقول له ذات مرة: “النساء سيحببنك”، تحمل إشارات مبهمة: لماذا قالها؟ ماذا رأى فيه؟ ولماذا هذه الجملة تحديدًا كانت بداية كل شيء؟ حتى الأب .. ربما لم يكن قاسيًا عبثاً، ربما كان يرى في ابنه شيئًا لا يعرف كيف يواجهه، شيئًا أعمق من مجرد “فشل” شيءٌ يستدعي الخجل.
حينَ يولد العطَب النفسيِّ مبكِّراً جداً
“ما دمتُ قادرًا على إضحاكهم، فلا بأس بطريقة حدوث ذلك، سأكون بخير. إذا نجحت في هذا، فربما لن يمانع البشر كثيرًا إن بقيتُ خارج حياتهم. الشيء الوحيد الذي عليّ أن أتجنبه هو أن أبدو مزعجًا في أعينهم. ينبغي أن أكون لا شيء .. كنسمة هواء..”
أوبا يوزو ليس رجلاً ضائعًا فحسب، بل هو رجل محروم من حقه في أن يكون طبيعيًا. حين نُدقِّق في الرواية بعد أن نخلع عنها عباءة الثقة بالرواي، تظهر لنا الحقيقة بهيئتها العارية: يوزو لم يكن “غريبًا بالفطرة” كما ادَّعى .. بل كان مكسورًا منذ الطفولة. في الدفتر الأول، يتحدث عن تجربة جنسية غامضة مع خدم العائلة. لا يسمِّيها، لا يشرحها، يمرّ عليها وكأنها ذكرى هامشية، وكأنَّه أمر طبيعي يحصل لكل الأطفال .. لكنها بالطبع ليست كذلك.
تلك التجربة هي جرحه الغائر. الجرح الذي لا يُعالج، فيتسرّب منه كل ما تبقى من حياة الإنسان.
لقد تعرَّض يوزو في طفولته لتحرش جنسي (وهذا أمر لا يفصح عنه بشكل مباشر)، وبدلًا من أن يُعبِّر عن ألمه ويعالجه، اختار أن يخفيه داخل قناع السخرية. كأن الكوميديا تقيه من افتضاح ما في داخله. فَهِمَ منذ طفولته أن عليه أن يبدو طبيعيًا. أن يضحك. أن يُضحِك. لكن خلف هذه الضحكات، هناك صبي يشعر أن جسده قد انتُهِك. أن هناك شيئًا قذرًا فيه. وكلما ضحك الناس، شعر أنه نجح في إخفاء تلك القذارة، نجح في تطهير نفسه عبر تمثيل دور لا يشبهه.
ربما يمكننا الإطلاق جزافاً على الحيلة الدفاعية هذه بـ”الإنكار الواعي”، حيث يحتفظ الجسد بالذاكرة، بينما العقل يغلِّفها بطبقة سميكة من الإنكار. وبسبب هذا الإنكار، عاش يوزو حياته كلها كمن يحاول إعادة اختراع نفسه من الخارج. وصار يضع قناعاً يُخفي الشعور بالذنب والخزي والخوف والنقص. يوزو لم يكن بهلولاً بالفطرة، بل بهلولاً بحكم الضرورة. وكان أداؤه موجهًا فقط لإثبات أنه شخص طبيعيِّ.
تُظهر الرواية أن الأب كان قاسيًا وصامتًا وباردًا. لماذا؟ لعلّه كان يعلم. لعلّه رأى في ابنه شيئًا لم يستطع مواجهته. فانعكس ذلك على يوزو كإدانة دائمة، كأن الأب يقول له: “يجب أن تتصرَّف كشخص طبيعي”.
وهنا يدخل يوزو في دائرة لوم الذات ومحاولة إثبات جدارته لأبيه، وفي موقِف دفاعٍ دائم: خزي لا يُفهم. جسد لا يُحتمل. علاقات لا تدوم. وحاجة يائسة لأن يثبت شيئاً، لكنه لا يعرف ما هو. لذا كلَّما أحبَّ امرأة، خاف من حبها. كلما اقترب من الاستقرار، دمّره. كلما تنفّس، شعر بأنه يختنق. هو لا يهرب من الناس، بل من صورته في أعينهم. السخرية كانت درعه. لكنها لم تحمه من شيء .. بل عزلته أكثر. وهكذا نكون أمام رجل لم يصرّح بجُرحه، بل زرعه في كل سطر من دفاتره. رجل عاش حاملاً وصمة لم يخترها، بل أُجبِرَ على حملها قسرًا.
الفن كملاذ آمن
رغم أن يوزو يقضي عمره متخفيًا خلف سُتر السخرية، مُنكرًا ذاته، مُخفيًا جروحه، فإن شيئًا فيه ظلَّ يبحث عن منفذ، عن صوت، عن هيئة يستطيع عبرها التعبير عن ذاته، دون أن يتعرض للحكم أو السخرية أو الرفض. وهنا كان الفن، لا بوصفه شي تكميلي، بل كحاجة بيولوجية، نفسية، وجودية. رغم أنه قد عاش يخفي أفكاره الحقيقية ومشاعره، وأتقن فنَّ لبس الأقنعة والبهلولية، إلا أنه انجذب دون وعي إلى أشكال التعبير التي تسمح له بأن يكشف “حقيقته” من دون أن يُعري نفسه تمامًا.
في طفولته، كان يرسم الكاريكاتير لإضحاك أقرانه. الرسم آنذاك لم يكن فنًا، بل أداة للبقاء. لكن هذا تغيّر لحظة نظر في لوحةٍ لفان غوغ، وأخبره زميله تاكيشي بأنها “صورة لشبح”. العبارة هزّته من الداخل. أيمكن أن يكون الفن وسيلة لتصوير الرعب؟ للتعبير عن التشوه؟ أيمكن أن يرسم الإنسان ما يخشاه بدلاً من ما يُعجب به؟ هذه اللحظة الصغيرة كانت المفتاح: أن الفن لا يُفترض أن يكون جميلًا أو ممتعًا، بل يمكن أن يكون مرآةً للألم. ومنذ تلك اللحظة، بدأ يوزو يرسم وجهه الحقيقي، لا الذي يُرضي الآخرين، بل الذي كان يخفيه.
لوحات غريبة، كئيبة، مثقلة بالتشوه والعزلة، تُجسّد ما يسميه “ذاتي الحقيقية التي ظللتُ أخفيها يائسًا.” لكنه، رغم ذلك، لا يعرضها على أحد .. سوى تاكيشي. فالرغبة في التعبير لا تعني بالضرورة الرغبة في الانكشاف. الفن كان مساحة آمنة، يستطيع فيها أن يُخرج ذاته دون أن يُعرضها للناس.
ومع مرور الوقت، حين تفقد اللوحة جدواها، تظهر الكتابة كبديل. الدفاتر الثلاثة التي تُشكّل جسد الرواية هي، في جوهرها، شكلٌ من أشكال الفن أيضًا. يوزو، الذي لا يستطيع الكلام، يكتب. لا ليشرح أو يفسّر، بل ليُسجّل. ليخلق أثرًا، وكأنَّه يلوِّح للعالم من خلف جدار زجاجيِّ: “لقد كنتُ هنا، حتى وإن لم أكن مثلكم”.
وربما لهذا السبب أيضًا، يرسل دفاتره في النهاية إلى نادلة إحدى الحانات، دون أن يعرف إن كانت ستقرأها. هو فقط أراد أن تخرج الكلمات من حيِّزه المغلق. أن تصل إلى العالم، ولو عبر الغرباء. هكذا يتحول الفن، والرسم تحديدًا، إلى اللغة الوحيدة التي تجرَّأ يوزو على استخدامها لقول الحقيقة. فاللوحة لا تسألك، لا تحكم عليك، لا تطلب تفسيرًا. هي موجودة، صامتة، مثل الألم الذي تحمله. والكتابة، بدورها، هي اللوحة الأخيرة. لم يكن لدى يوزو شجاعة الاعتراف، لكنه امتلك شجاعة الرسم.
لم يكن يملك صوتًا، لكنه أمسك القلم .. وكتب.

الكاتب الذي كتَبني قبل أن أولَد
جميعنا مرَرنا بصدمات في طفولتنا، جميعنا نشعر بالنقص اتجاه شيءٍ ما ونقضي أعمارنا نحاول ترميم هذا النقص بتصرّفات قد تبدو عادية، علاقة، ضحكة، نجاح، أو حتى عزلة. لكن الحقيقة القاسية التي تطرحها الرواية هي أن بعض النواقص لا تُملأ .. بل نعيش حولها، نحاذيها، نرسم حياتنا بتجنّب دائرتها. وهذا بالضبط ما يجعل “لم يعد بشرًا” رواية لا تُنسى .. لأنها لا تسرد قصة يوزو فقط، بل تكشف قِصَّةً خفيَّة في كل واحدٍ منّا.
لم تكن “لم يعد بشراً” مجرد رواية، بل كانت بمثابة مرآة مكسورة تمسك بها كفٌّ مرتجفة، كفٌّ تعرف أنها ستسقط بعد لحظات. كتبها أوسامو دازاي وهو يودّع العالم، جملة جملة، وأنفاسه تتساقط بين السطور ..
ولد دازاي في بيئة محافظة، وسط عائلة نبيلة، لكنه لم يشعر يومًا بالانتماء. كان يائسًا، غريبًا، هشًا، متمردًا على التقاليد اليابانية الصارمة، محبطًا من الفن، من الحب، ومن نفسه. الكثير من الأحداث في الرواية تقاطعت مع حياة دازاي الشخصيَّة، لقد كان يكتب نفسَه بالدرجة الأولى، ولا أستبعد أبداً أن يكون قد تعرَّض للتحرش في طفولته .. الصورة الأول لـ يوزو كانت عبارة عن عائلة يابانية تقليدية سعيدة، جميعهم يقفون بشكلٍ طبيعي إلَّا يوزو كان يبتسم ابتسامةً بلهاء مُصطنعة .. دازاي لديه هذه الصورة أيضاً مع عائلته .. لكن الأمر لا يتوقَّف هنا، فقد حاول الانتحار مرارًا، وأدمن المخدرات والكحول، وكتب أعمالًا تعرّي الروح وتكسر أقنعة المجتمع. لكن “لم يعد بشراً” كانت ذروته .. ونهايته. روايته الأخيرة، التي نشرها قبل انتحاره بأسابيع، بدت كأنها دفتره الشخصي الأخير، ويوزو هو مجرد اسم مستعار كان يخبّئ فيه ملامحه.
مات أوسامو دازاي منتحرًا في السابعة والثلاثين من عمره، بعد عدة أسابيع فقط من نشر هذه الرواية. كانت رسالة انتحاره الأخيرة تقول ببساطة: “لم أعد أستطيع الكتابة بعد الآن”.
حتَّى أنا، حين أتوقف عن الكتابة، فهذا يعني أنني قد متّ.
رواية مؤلمة.